عاشقة الحواديت

عشى كل لحظة كأنها اخر لحظة في حياتك,عشى بالايمان عشى بالأمل,عشى بالحب,عشى بالكفاح,وقدري قيمة الحياة.

Tuesday 1 February 2011

النصائح المهمة لكل فتاة عبيطة

بسم الله الرحمن الرحيم




العبط فى لغتنا هو السذاجة أو قلة العقل أو الهبل أو الحمق
و هذه أعراض قد تصيب بنى آدم على نوعيهم
فقد يصاب بها الرجل و قد تصاب بها المرأة
و لكنها حينما تصيب المرأة تصبح أمراً خطيراً يحدث لها على إثره ما لا يحمد عقباه
فالفتاة العبيطة وبال على نفسها و على أهلها ، و هى و إن كانت عبيطة فإنها غير معذورة فالعبط عكس الجنون
حيث أن الجنون مرض مثل سائر الأمراض يعذر به صاحبه لأنه لا يد له فيه
أما العبط فهو أمر يسهل على الإنسان أن يقي منه نفسه بمزيد من التعلم و التربية و التدريب و التدين
و الكلام اليوم موجه إلى الفتاة العبيطة خفيفة العقل و الدين التى تجر على نفسها المشكلات التى كانت فى غنى عنها لو أنها تمسكت بدينها و عصمت نفسها بأخلاقه القويمة
و لكى أكون عملياً سوف أعدد بعض المواقف التى تقع فيها الفتاة و تستحق بها عن جدارة و استحقاق لقب ( عبيطة )

1- حينما تفتح قلبها لأى امرأة لا تعرفها و تحكى لها أدق تفاصيل حياتها من أول مرة تلقاها فيها فتجد نفسك فى مترو الأنفاق ممكن تسمع هذا الحوار بين امرأتين لقيا بعضهما لأول مرة منذ خمس دقائق " بقالى خمس سنين متجوزة بس ما خلفتش و بينى و بينك العيب مش منى ده من جوزى اصل و هو صغير وقع على ضهره .... "

2- حينما يرتفع صوتها فى الكلام أو الضحك أمام الناس : فمن الممكن أن تكون جالساً فى مكان فتسمع صوتاً تحسبه سارينة الحريق فإذا بك تفاجئ أنه صوت امراة تضحك

3- حينما تلبس ملابس غير محتشمة ليس على سبيل قلة الأدب و لكن على سبيل الحمق و التقليد الأعمى : فقد تجد فتاة سمينة جداً ترتدى بنطالاً من الجينز الشديد الضيق مما يجعلها تبدو مثل شوال البطاطس

4- حينما تضيع عمرها و وقتها فى ما لا يفيد كالكلام فى التليفون أو المكث بالساعات أمام التليفزيون أو الكلام فى الهاتف أو بتضييع الساعات أمام المحلات و الفاترينات لأجل أن تشترى توكة بربع جنيه

5- حينما يأتيها ابن الحلال الطيب المناسب فترفض بغرض إكمال تعليمها ( بكالوريوس خدمة اجتماعية أو معهد تعاون ) لأن الشهادة سلاح فى يد المرأة ثم فى النهاية تأخذ هذا السلاح و تبله و تشرب ميته

6- حينما تعطى أذنها لكل من هب و دب حتى لبائعة الجرجير .

7- حينما تكون شخصيتها ضعيفة تترك قيادها لأى إنسان طيب أو شرير

8- حينما تكون خفيفة غير متزنة تضحك لأتفه الأمور و ترقع بالصوت لأنها رأت خصلة من شعرها على السجادة ثم تقول بعد أن تهدأ : أصل بحسبها صرصار ..

9- حينما تترك الجهل يعشش فى خلايا مخها و لا تحاول تثقيف نفسها لا دينياً و لا دنيوياً فهى لا تعرف أى شيء فى أى شيء و قد يكون الحمار و لا مؤاخذة مثقفاً عنها

10- حينما يكون أكبر همها هو الزينة و اللباس

11- حينما تصدق كلام شاب يسرح بها و يفهمها أنه يحبها و خاصة إن كان زميلها فى الكلية ، فى حين أن كل شاب يأنف أن يرتبط جديا بفتاة أخذ منها معظم ما يريد فتصدق حتى من يقول لها : أنا باحبك يا انشراح و بعد أربع سنين لما أتخرج حاشتغل و أحوش و أعمل مشروع و آجى لبابا أخطبك و أنا إيدى مليانة المهم دلوقتى تعالى نروح الجنينة اللى تحت الكوبرى "

12- حينما تترك نفسها للشيطان و تتزوج عرفياً فتضيع نفسها و تحطم أهلها

13- حينما تسرح على المنتديات و تقضى فراغها بالدخول فى المواقع التى تخاطب فيها شباباً من باب تضييع الوقت ثم يحدث ما لا يحمد عقباه

14- حينما تطلب من عريسها ما ليس فى وسعه و تكلفه فوق طاقته ( كاتشين ماشين – غسالة أطباق – نجف – ستاير– خلاط مستر براون – دباديب كتير – ميكروويف– ديب فريزر - كورن فيليكس – شيش طاووك !!!!!!!! ) و ممكن يكون فى بيت أبوها معندهومش بوتاجاز أصلاً

15- حينما تعتبر نفسها نداً لزوجها و أن رأسها برأسه و أننا نعيش فى عصر المساواة و حرية المرأة إلى آخر هذا الكلام العبيط فتقول له : أنا سمعت امبارح فى البيت بيتك إن أنا زيي زيك و أنك مش أحسن منى ، و من هنا ورايح أنا حاغسل المواعين يوم و إنت تغسلها يوم

16- حينما تنقلب حياتها رأساً على عقب لما ترى حلماً عبيطاً مثلها لأنها تظن أنها شفافة و أحلامها دائمة التحقيق فتقول لزوجها مثلاً : أنا حلمت إنك بتخونى مع الشغالة لازم تطلقنى ، مع إنهم معندهومش شغالة أصلاً

17- حينما تؤكد أن كل صداع يصيبها أو دوخة ما هى إلا عمل و جن و لبس و سحر فتجبر زوجها على أن يذهب بها إلى الشيخة سمحانة أو الشيخ الزغربانى اللى سره باته

18- حينما تقيم الدنيا و لا تقعدها إذا تأخر حملها أسبوعاً كاملاً بعد زواجها (بكاء – هيستريا - تحاليل + أشعة + دكاترة + ... إلخ )

19- حينما تحكى كل شيء عن بيتها لأمها و أختها و صديقتها : بخيل و جلدة و مش راضى يشتريلى فستان بمناسبة عيد العمال

20- حينما تصاب بالغيرة العمياء و تشكك فى كل قول و فعل لزوجها : طلقنى ...أنا شوفتك بعنيى بتتكلم مع الولية بتاعة العيش و بتضحكلها ليه ، مع أنها امرأة عمياء كسيحة تجاوزت الثمانين

21- حينما تتبسط لدى أقاربها الرجال من غير المحارم ( إبن خالة ماما – إبن عمى – إبن خالتى – جارنا القديم – زميلى لما كنا فى الجامعة ) متبقاش معقد كدة خليك لارج

22- حينما تهمل فى أولادها لصالح عملها ( لازم اثبت ذاتى فى الشغل )

23- حينما تصاب بداء التطير و الخوف من الحسد إلى درجة المرض فتقول : القطة السودة عدت من قدام باب الشقة يبقى نهارنا إسود مفيش خروج النهاردة

24- حينما يكون ( من سيغنى فى فرحها ) أهم عندها من العريس نفسه ، أى واحد و خلاص ، لازم تجيبلى المطرب العاطفى ( نبيل عضمة ) يا إما كده يا إما مفيش جواز ، الواحدة متتجوزش أحسن ما يتعمل لها فرح أى كلام

25- حينما تكد و تتعب فى عملها ثم تعطى ما قبضته للحضانة و المربية

26- حينما تتزين خارج بيتها و تتعفن داخله

27- حينما ترفع صوتها على زوجها و تغضبه

28- حينما تتوقف عن تطوير نفسها و تتحجج بانشغالها بالأولاد

29- حينما تجعل البيت سيركا و لا توفر لزوجها سبل الراحة فيه

30- حينما تكون مسرفة مبذرة

31- حينما تقارن نفسها بالأغنى منها مالاً لا بالأتقى و الأعلم و الأكثر تدينا و خلقا

--------------
تلك ثلاثون كاملة و ازدادت واحدة و الأمر أكبر من ذلك
فحصنى نفسك أيتها الفتاة من أن يصيبك هذا الداء العضال الذى أعيا من يداويه و هو داء الحمق و العبط

منقول

البنات والحب والاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم




الى دنيا البنات

قلبي يدق....
جلست في هدوء وقد ارتسمت في عينيها احلاما جميلة... كانت تخظ بيدها زهورا حمراء وهي تشعر ان العالم كله قد تحول الى قلب كبير وردي اللون. وابتسمت في سعادة. ثم ما لبثت ان تلاشت الابتسامة فجأة ولاحت في الافق سحابه من التساؤلات :" ترى هل حرام على ان احب؟"..." هل اجرب؟"..." اذا دق قلبي ماذا افعل؟" .. " وهل هناك خطوطا حمراء يجب الا اتعدها؟".." ومادا افعل وقد احتار قلبي من كل اغنيات وافلام الحب التي الهبت قلبي هذا هو حال كثير من البنات.... تحتار الواحدة منهن بين دقات القلب ونداء العقل وبين ما هو مباح وما لا يجب فعله".
احلى مشاعر
وقد وهب الله البنات قلوبا تنبض بأحلى مشاعر الحب وعاظفة جياشة ميزهم بها عن الشباب فلماذا؟
ليؤهلها لأجمل وأعظم مهمة لها في ذلك الوجود وهي الزواج والامومة فحين تكون زوجة فهي قلب دافئ وواحة خضراء ينخلع فيها الزوج عن همومه ... وحين تصبح اما فهي الصدر الحنون وملاك الرحمة لأولادها...
ادخري كنزك العظيم
مشاعرك التي وهبها الله لك هي كنزك الثمين انفس من اللآلئ والياقوت... فهل يصح ان تلقي عقد جواهرك على قارعة الطريق يلتقطه قاطع طريق او يطمسه التراب؟..... فعليك إذا فتاتي ان تخبئ كنزك الثمين فتدخري مشاعرك لمن يستحق وهو ذلك الامير الذي يدخل البيت من بابه فتبدأ علاقة ترضى الله شتان بينها وبين علاقات مسروقة تكتمها البنات عن اهلها . يقول الله تعالى عنها:" وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون" سورة البقرة آية 189 . نعم " واتقوا الله لعلكم تفلحون".
هل انا مذنبة؟
وتتساءل البنت : هل اكون مذنبة ان كنت اكن في صدري مشاعر رقيقة تجاه شخص أقدره واحترمه واحب فيه صفات آراها مناسبة لفارس احلامي؟
واجيب ان مجرد الميل القلبي ليس جريمة ولكن ما يتبع ذلك هو الذي يجب الحذر منه... فإطلاق البصر والنظرات المحرمة الموجهة لمن تحبين والانشغال عن مهماتك في الحياة ثم ما يتبع ذلك من علاقات مفتوحة ومقابلات ولمسات وغيرها هي المرفوض والمحظور.
تسألي نفسك؟
وعلى كل فتاة تعيش في غيبوبة علاقة حب أن تسأل نفسها .... الا يعقب النظرات واللقاءات المختلسة وخزات للضمير؟.... الا تشعرين ان كل تجاوزاتك وتساهلاتك مع الشاب يعقبها ندم؟ ويحذرك الله من تلك العلاقات بقوله:" فانكحوهن بإذن اهلهن وءاتوهن اجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات احدان" سورة النساء آية 25
"اجورهن " : مهرا
" اخدان": اصدقاء من الشباب
احذري الخطوات
والى كل من زينت لها نفسها علاقة حب مع شاب دعاها للخروج معه اليك كلمات من بنت عن اخيها فقد جاء يوما يحذرها من اي علاقة عاظفية تقوم بينها وبين اي زميل لها فقال: ان اي شاب لا يستطيع ان يطلب من الفتاة ما يريده مباشرة بل يبدأ بخطوة اولى تعقبها خطوات تدريجية فهو اولا يطلب منها فقط ان تكلمه في التليفون او ترد على رسالته؟ او تقابله في مكان ما لتجاذب اطراف الحديث والتعارف ... ثم يبثها مشاعره ويلعب على الوتر الحساس وهو ان كل فتاة تشتاق لمن يقول لها" احبك" ... ثم يصبح الأمر اكثر سهولة عندما تحب الفتاة ويكون كل ما يهمها الكلمات الحلوة والمشاعر الجياشة ولكن عندما يطلب منها الشاب اشياء حسية مثل اللمسات تستجيب كي تحتفظ بالحب والكلمات الحلوة... وهكذا تتدرج الفتاة في خطوات العلاقة وتستفيق فجأة لتجد انها انحدرت الى فعل اشياء لم تكن تتخيلها والى مستوى من العلاقة لم يكن هو هدفها الأصلي وهذا ما يفكر فيه أغلب الشباب . فاحذري الخطوات يقول تعالى:" ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكن عدو مبين" سورة البقرة آية 168. اما اخر جملة قالها ذلك الشاب فهي:" والخطوة النهائية هي ان يتزوج الشاب بأخرى غير التي عرفها وتساهلت معه فهو لا يثق بها ولا يرها جديرة بأن تكون زوجة له".
احمي قلبك؟
ولعلاقات الحب التي يأباها الشرع آثار وعواقب منها عذاب القلب وانشغاله بمن يحب عن مصالحه من مذاكرة وعمل واهداف كبيرة في الحياة ... ومنها ضياع الوقت ... ومنها تألم القلب بوخزات الضمير ... ومنها البعد عن الله تعالى فالمعصية تجلب معصية وبعدا عن الله فهل تطيقين غضب الله على افعالك ؟ وكذلك افتقاد احترام الذات واحترام الآخرين لتلك العلاقات المسروقة والأهم التشويش على سمعة الفتاة وسيرتها؟ عليك اذا حماية قلبك والوقاية خير من العلاج.
ماذا افعل؟
وتتساءل البنت كيف احمي قلبي؟ ...واقول لك ايتها الفتاة :

1- تذكري دائما انك لست وحدك وان اغلقت الابواب وارخيت الستور فالله مطلع عليك في كل حين قال ابي عليطالب ناصحا إبنه الحسن:" يا بني استحي من مطالعة الله إياك وانت مقيم على ما تكره واستحي من الحفظة الكرام الكاتبين ( الملائكة) واستحي من صالح المؤمنين".

2- " وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ". سورة النور آية 31 يفسر الشيخ شعراوي ذلك فيقول : ان الله تعالى قرن حفظ البصر وهو ادنى درجات دفع الآعجاب بحفظ الفرج وهو اعلى درجات العفة ولم يذكر ما بين ذلك من خطوات لأن اطلاق البصر هو رسول الحب وهو اول خطوة من اجتنبها استحال ان يقع في الحرام . وكذلك عذم ابداء الزينة بارتداء الحجاب الشرعي فهو يبعد عنك الفتنة.
3- شغل وقت الفراغ بما ينفع دينك ودنياك فالفراغ هو
بداية التفكير ومن لم يملأ وقته بالمفيد آمتلأ بالباطل.
4- الابتعاد عن الافلام والاغنيات التي تثير المشاعر

وتولد فهما خاطئا ان على كل بنت ان تعيش قصة حب.
5- اختيار اصدقاء الخير والابتعاد عن صحبة السوء التي تشجع على تلك العلاقات


منقول

Wednesday 20 August 2008

خمس حكايات شعبية يابانية

خمس حكايات شعبية يابانية
دونَّتها بالإنجليزية: يومي جوتو.ترجمها

وقدَّم لها: رجب سعد السيد.

مقدمة:يصور اليابانيون الثعلب في حكاياتهم الشعبية محتالاً مناكداً، ولكنهم يضيفون إلى هذه الحكايات حس الفكاهة والسخرية من أبطال الحكايات الذين يخدعهم الثعلب، فيتوفر للحكاية طرافتها، إضافة إلى الهدف الاجتماعي النافع، وهو التحذير من خداع الثعالب.إن تلازم الإنسان والحيوان سمة ظاهرة في الفلكلور الياباني الذي لا يعرف العرَّافات والساحرات والجنيات والمشعوذين، كما في الثقافات التقليدية لشعوب أخرى. إنك تقابل في الحكايات الشعبية اليابانية الموروثة قليلاً من العمالقة والأقزام، وبعض الأشباح والوحوش الخرافية، وكثيراً من الحيوانات؛ فلا تكاد تخلو حكاية شعبية يابانية من حيوان أو أكثر. ويلاحظ قارئ الحكايات الشعبية اليابانية أن بعض الكائنات الحية يجسَّد أرواحاً لهيئات طبيعية كالجبال والأنهار، وقد (تنقلب) في هيئة آدمية نقية المعدن.وهذه خمس حكايات شعبية يابانية، يتمثل فيها ما أوردناه من ملاحظات.
1- طائر الغرنوق
في يوم من الأيام، توجه فلاح شاب يتصف بالأمانة إلى الحقول الجبلية ليحتطب، فعثر علي غرنوق جريح يعاني الآلام. قال الفلاح وهو يقبل على الطائر يعالج جرحه: "طائر مسكين.. من الذي يطاوعه قلبه ليسقط مثل هذه المخلوق الجميل؟"وذات مساء، بعد مرور عدة أيام، دقت باب بيت الفلاح الشاب فتاة صغيرة جميلة، سألته أن يؤويها الليلة، فالظلام يهبط، وقد أعياها السير فلم تعد تقوى على مواصلته. ولم يلبث الشاب أن وقع في حبها من أول نظرة، وسألها أن تبقى إلى الأبد، لتكون زوجة له، فوافقت على استحياء. عاشا معا في سعادة غامرة، لم يعكرها إلا فقر الشاب، وكان الشتاء يقترب وليس لديه من المؤن ما يكفي لمواجهته حتى يأتي الربيع.وحدث أن الزوجة عرضت أن تشتغل بالنسيج الحريري إلى عاصمة البلاد، وبيعها إلى تاجر كبير، مقابل مبلغ مجز من المال. وكان التاجر مسروراً بحصوله على الحرير الجميل، وطلب من الشاب أن يأتيه بلفافة أخرى. نقل الشاب رغبة التاجر إلى زوجته، فقالت: لا أعرف إن كان ذلك بإمكاني أم لا، غير أنني سأحاول. وعلى أية حال، من فضلك، لا تدخل عليَّ أو تحاول النظر إليَّ وأنا أعمل أمام النول. وعدها الزوج بما طلبت، غير أنه عجز، أمام شدة الفضول، عن الوفاء بوعده فاسترق النظر إليها من خلال ثقب بباب غرفة النسج. فهل لك أن تتصور ما رأته عيناه؟ لم تكن زوجته اللطيفة هناك تعمل أمام النول، ولكن غرنوقاً رشيقاً أبيض اللون! كانت الغرنوق الأنثى قد فقدت نصف ريشها، وكانت تنزع ريشها الأبيض وتنسجه فيستحيل حريراً أبيض لامعاً. فزع الزوج وانطلقت منه، عن غير قصد، صرخة؛ فأدركت أنثى الغرنوق أن زوجها قد حنث بوعده، وابتعدت بجسمها الممشوق عن النول، قائلة: "وحيث أنك قد اكتشفت حقيقتي، فيستحيل عليَّ أن أبقى معك بعد الآن.. إنني أنا طائر الغرنوق الذي أنقذته في منطقة الجبال، وقد أتيت لأردَّ لك صنعك وإحسانك، غير أنني يتحتم عليَّ الآن أن أغادرك". ولم يلبث الطائر أن انطلق صاعداً

إلى السماء الزرقاء.

2- سيد حصن أوهتاتفي زمن الإقطاع، كان لآمر حصن أوهتات ابنة جميلة تدعى كوروهيم. وذات مساء ربيعي، اصطحب آمر الحصن ابنته الأميرة في رحلة خلوية للاستمتاع بقطف بشائر الكرز. كانت الطبيعة ساحرة، حيث بدت ذرى الجبال البعيدة وقد غطتها الثلوج، بينما افترشت أشجار الكرز ذات الثمار القرمزية التلال المحيطة بتلك الجبال. وكان آمر الحصن يحتسي بعضا من كؤوس الساكي، منتشياً بما يراه من مناظر خلابة، عندما لمح ثعباناً أبيض صغيراً يعترض طريق الأميرة كوروهيم ويتطلع إليها في إعجاب. انتابته الدهشة، فأشار لابنته أن تعطي الثعبان كأساً من الساكي، فشرب الثعبان.وفي وقت متأخر من ليلة اليوم ذاته، استيقظت الأميرة على صوت في مخدعها، ولما فتحت عينيها وجدت محارباً شاباً أنيقاً جالساً بالقرب من فراشها، بادرها بالكلام كما لو كان يتوسل إليها: "أيتها الأميرة كورهيم، إنني الثعبان الذي قدمت له الساكي، وأرجوك أن تقبلي فتكوني زوجة لي!" قالت الأميرة: "ما أعجب أمرك! ما كان يجب أن تتقدم إليَّ على هذا النحو. فمن فضلك، اذهب إلى أبي". فقال الشاب: "سأفعل."ولم يمض غير أيام قليلة حتى كان محارب شاب حسن المظهر يزور آمر الحصن، ويسأله الموافقة على زواجه من ابنته. وكان مظهره وسلوكه وهيئته على درجة من الكمال جعلته ينال إعجاب الآمر؛ غير أن ذلك الأخير عندما علم بأن المحارب هو في حقيقته ثعبان، استشاط غضبا، وحذَّر من أن تقع عليه عيناه مرة ثانية. إلا أن الشاب لم يخف غضب آمر الحصن، وكرر المحاولة مائة مرة. وأخيراً قال له الآمر: "عد في الغد، حيث سأقوم بالدوران حول الحصن على صهوة جوادي إحدى وعشرين مرة، فإن استطعت مجاراتي في الدوران حتى النهاية، ستكون ابنتي من نصيبك". فانصرف الشاب منتعشاً بتجدد الأمل.إلا أن آمر الحصن جعل رجاله يزرعون مئات السيوف حول الحصن، ونصالها موجهة إلى أعلى. وفي الصباح المحدد لذلك السباق، حوَّل الشاب نفسه إلى ثعبان، ومضى خلف آمر الحصن الذي كان يعتلي ظهر فرسه؛ فكانت نصال السيوف الحادة تقطع جسم الثعبان، فأخذ ينزف بغزارة، حتى أنهى السباق في حالة يرثى لها؛ فالتفت إليه آمر الحصن وقال له في سخرية بالغة أنه من المستحيل أن يعطي ابنته الجميلة لثعبان قبيح مخيف مثله.وفي تلك اللحظة، تمكن الغضب من الثعبان، فانقلب إلى تنين، وخطف الأميرة، وفرَّ بها.

3- لعلنا لم نسمع مواء القط‍!
يحكى أنه كان هناك رجل وامرأة عجوزان، وكانا جد فقيرين، ولكنهما طيبين وأمينين. وذات يوم، خرج الرجل العجوز إلى الجبال ليحتطب؛ وعند الظهر، فتح صندوق الطعام ليتناول كريات الأرز التي أعدتها زوجته، وكان متعجلاً، فسقطت منه واحة من تلك الكريات، وتدحرجت لتسقط في حفرة بالأرض، على بعد بضعة أقدام منه. تقدم العجوز ونظر في الحفرة لعله يتمكن من استعادة كرة الأرز، ولكن الحفرة كانت عميقة ومظلمة.وبعد دقائق قليلة، أطل فأر من الحفرة، وهتف محييا الرجل العجوز: "عمت مساء أيها العجوز، وشكراً جزيلاً على كرم ضيافتك، الذي أقابله بدعوتك إلى بيتي الكائن تحت الأرض.. فاتبعني من فضلك!" فسأله العجوز: "وكيف لي أن أمرَّ من هذه الفتحة الصغيرة؟" أجاب الفأر: "مسألة سهلة للغاية، كل ما عليك أن تغلق عينيك وتمسك بذيلي! "ولم يلبث العجوز أن وجد نفسه في بيت الفأر، حيث استقبله عدد من الفئران بالتحية، وعملوا على إبهاجه وتسليته بالمعزوفات والرقصات؛ وقدموا له ما لذا من طعام، وهم يغنون: "لمائة من السنين، لمائتي سنة؛ بل إلى الأبدين، لن يطرق سمعنا مواء القطط، بعد الآن."وعندما عزم العجوز على مغادرتهم بعد بضع ساعات مفعمة بالسرور، قدمت له الفئران هدية وداع، عبارة عن قطع من النقود الذهبية. وهكذا تحول العجوز وزوجته من فقراء إلى موسرين.وحدث أن كان للزوجين العجوزين جار غير حميد الصفات زري الهيئة، ما إن وجد جاريه قد أمسيا غنيين، حتى قرر أن يصبح مثلهما. وفعلاً، وصل الرجل إلى بيت الفئران، تحت سطح الأرض؛ وكان ذلك الجشع قد نوى أن يفزع الفئران لتفر تاركة كنوزها، فيستولي عليها وحده، إذا سمعوا "مياو"!. وصاح الرجل: "مياو"، فساد المكان هرج ومرج وجلبة وصراخ، ثم انطفأت الأنوار، ووجد الرجل نفسه وحيداً في ظلام أبدي، في جوف الأرض.4- البنت أوكوما وأسماك السالمونفي إحدى القرى الجبلية البعيدة كانت تعيش فتاة جميلة تدعى أوكوما؛ وكان يحلو لها أن تقضي أوقاتاً جالسة بالقرب من النهر، لا تفعل شيئاً غير مراقبة سريان مياهه الصافية. وذات يوم.انقضَّ نسر عملاق، فاختطف أوكوما وحلَّق مبتعداً بها. حزن والدا الفتاة وبلغ بهما الألم مبلغه؛ وكانا يقضيان الأيام والليالي في بكاء مستمر. ولم يظهر للفتاة أي أثر. فاستسلما لليأس، واستقر لديهما أنهما قد فقدا ابنتهما.وذات ليلة، سمعا صوت خرير مياه في مطبخ البيت، وكان في مواجهة النهر، ووجدا ابنتهما المحبوبة واقفة هناك، صامتة لا تريم. أقام الأبوان الاحتفالات بهذه المناسبة المفرحة، ولكن الفتاة أبت إلا أن تتكتم عن مكان اختفائها، وكيفية إيابها للبيت، واكتفت بالقول: "لقد كان الأمر أشبه بالحلم، لا أكثر."ومرَّت أيام قليلة، ثم حلَّ بالمنزل زائر يطلب من والدي أوكوما الموافقة على زواجه منها؛ دون أن يوضح لهما من هو، أو ماذا يكون، ومن أين جاء. وتكررت زيارته للمنزل لأيام متتالية، حتى ضجر الوالد منه، فلم تجد أوكوما بداً من أن تفضي بكل الحكاية؛ قالت: "أسقطني النسر فوق بحيرة عميقة في منطقة الجبال، فانشقت المياه عن سمكة سالمون تعطي لنفسها اسم (دايسوكي)، أنقذتني من الغرق. والأكثر من هذا، أن دايسوكي هي التي أعادتني إلى البيت في تلك الليلة، حيث وجدتموني في المطبخ.. وليس الشاب الذي تتكرر زيارته لنا إلا سمكة السالمون دايسوكي؛ ومقدَّر عليَّ أن أكون زوجة له، فينبغي عليَّ أن أمضي إليه."ومنذ ذلك الحين، ينعم سكان القرية بصيد وفير من أسماك السالمون، في كل موسم صيد؛ أما عائلة أوكوما وخلفاؤهم، فقد حرَّموا على أنفسهم أكل السالمون، منذ ذلك الوقت.5- حيوان الغُرير والغلاَّية يحكى أنه في سالف العصر والأوان، كان يعيش زوجان عجوزان بقرية جبلية صغيرة، وأنهما كانا جدُ فقيرين، حتى أنهما لم يكن لديهما ما يستقبلان به العام الجديد. وفيما كان الرجل العجوز يسير خائر النفس مغتماً، عائدا إلى بيته، بعد أن ظل يحتطب في الجبال طول اليوم، برز له من بين الأشجار الكثيفة (غُرير) بادره بالسؤال: "أيها العجوز، مالي أراك حزيناً؟"فشرح له العجوز حاله؛ فقال الغرير: "دعني أقدم بعض العون.. إن كاهن القرية بحاجة إلى غلاية جديدة، وسوف أجعل نفسي غلاية، تقوم أنت ببيعها له." ولم يكد حيوان الغرير ينتهي من كلامه حتى اختفى عن الأنظار وحل محله غلاية بهية المنظر.وكان كاهن معبد القرية شديد الحرص على طقوس تقديم الشاي التقليدية؛ وأراد أن يتباهى أمام أصدقائه بالغلاية التي اشتراها حديثاً، فطلب من أحد تلاميذه أن ينظفها؛ فلما بدأ الكاهن الصغير في دلك الغلاية، هالهُ أن يسمع دمدمة شكوى تصدر من الغلاية: "ما أقساك!.. ترفق بي!" فنقل الواقعة العجيبة إلى كاهنه، فلم يجد لديه إلا اللوم والتعنيف، وليكف عن أحلام اليقظة تلك.ولم يلبث الكاهن أن بدأ يعد الشاي، فصب الماء في الغلاية، ووضعها على النار، فلما سخن الماء فوجئ الكاهن وضيفه بالغلاية تقفز من فوق النار صارخة: "ساخن جداً.. ساخن جداً!"وظهر للغلاية رأٍس غرير، ثم ذيله، ثم أطرافه الأربعة.. عادت الغلاية غُريراً، انطلق من فوره متخذا طريقه إلى الجبال.
الهوامش* نشر النص الأصلي في عدد نوفمبر- ديسمبر 1978م من مجلة International Wildlife، تحت عنوان The Crane Wife and other animal tales of Japan ** يومي جوتو: كاتبة يابانية تعيش في طوكيو، وتدرس الفلكلور في العالم، كما تعمل مترجمة بمعهد الثقافة اليابانية، وترأس فرع مؤسسة (طيور الغرنوق الدولية) باليابان.***
رجب سعد السيد: باحث علمي وأديب من الإسكندرية- مصر.

Monday 18 August 2008

الولد والشجرة

الولد والشجرة


في قديم الزمان ... كان هناك شجرة تفاح ضخمة ...

. و كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة كل يوم

كان يتسلق أغصان الشجرة ويأكل من ثمارها ... ثم يغفو قليلا لينام في

ظلها ...

كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب أن تلعب معه
...
مر الزمن... وكبر الطفل
...
وأصبح لا يلعب حول الشجرة كل يوم...

في يوم من الأيام ... رجع الصبي وكان حزينا!

فقالت له الشجرة: تعال والعب معي
..
فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك

...
أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها
...
فأجابته الشجرة: أنا لا يوجد معي نقود

ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي
تريدها...


الولد كان سعيدا للغاية...
فتسلق الشجرة وجمع كل ثمار التفاح التي عليها وغادر سعيدا ...


لم يعد الولد بعدها ...
فأصبحت الشجرة حزينة ...

وذات يوم عاد الولد ولكنه أصبح رجلا

كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي
...
ولكنه أجابها:

لا يوجد وقت لدي للعب .. فقد أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة...

ونحتاج لبيت يأوينا...
هل يمكنك مساعدتي ؟

آسفة!!


فأنا ليس عندي بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أغصاني لتبني بها بيتا
لك...

"فأخذ الرجل كل الأغصان وغادر وهو سعيد
...

كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيدا... لكن الرجل لم يعد إليها ...

فأصبحت الشجرة وحيدة و حزينة مرة أخرى...

وفي يوم حار من ايام الصيف...


عاد الرجل.. وكانت الشجرة في منتهى السعادة..

فقالت له الشجرة: تعال والعب معي
...
فقال لها الرجل لقد تقدمت في السن.. وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح...




فقال لها الرجل: هل يمكنك إعطائي مركبا
..
فأجابته: خذ جذعي لبناء مركب... وبعدها يمكنك أن تبحر به بعيدا ...

وتكون سعيدا
...
فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبا!!

فسافر مبحرا ولم يعد لمدة طويلة..


أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل .......


ولكن الشجرة قالت له: آسفة يا بني.. لم يعد عندي أي شئ أعطيه لك..


وقالت له: لا يوجد تفاح...


قال لها: لا عليك لم يعد عندي أي أسنان لأقضمها بها...


"لم يعد عندي جذع لتتسلقه

..
فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزا ولا أستطيع القيام بذلك!!


قالت: أنا فعلا لا يوجد لدي ما أعطيه لك...


قالت وهي تبكي.. كل ما تبقى لدي جذور ميتة...

فأجابها: كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه..


فأنا متعب بعد كل هذه السنين...
فأجابته: جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة...


تعال ... تعال واجلس معي لتستريح

...
جلس الرجل إليها.. كانت الشجرة سعيدة.. تبسمت والدموع تملأ عينيها...



هل تعرف من هي هذه الشجرة؟
إنها أبويك!!

منقول

Thursday 7 August 2008

حكاية شعبية من اليابان

حكاية شعبية من اليابان
السيد قشة المحظوظ
يُحكى أنه ، في قديم الزمان ، كان هناك شاب اسمه "شوبي" يعيش في قرية في ريف اليابان .وفي أحد الأيام ، لما كان عائداً إلى بيته من العمل في الحقل ، تعثرت قدمه بحجر ، وسقط يتدحرج على الأرض . وبعد أن توقف عن التدحرج ، اكتشف أن قشة قد علقت بيده .قال : "حسناً ، إن القشة شيء لا قيمة له ، ولكن يبدو بأنه قد كتب لي أن ألتقط هذه القشة، ولذلك فلن أرميها " . وبينما كان يمضي في سبيله ماسكاً القشة بيده ، جاءت حشرة اليعسوب تحلق وتئز فوق رأسه بصوت مزعج . قال شوبي : "يالها من حشرة مزعجة ! سألقن هذا اليعسوب درساً لن ينساه" أمسك باليعسوب ، وربط القشة حول ذنبه ، ثم واصل السير ماسكاً اليعسوب ، حتى التقى بامرأة تمشي مع طفلها الصغير . وحين رأى الطفل الصغير حشرة اليعسوب ، أرادها لنفسه ، بإلحاح وقال : "أماه ، أرجوك أن تحصلي لي على ذلك اليعسوب . أرجوك ، أرجوك !"قال شوبي ، معطياً القشة للطفل الصغير : "خذ أيها الصغير ، سأعطيك اليعسوب"أعطت أم الطفل إلى شوبي ثلاث برتقالات ، مما كانت تحمله معها تعبيراً عن امتنانها له .شكرها شوبي ، ومضى في سبيله . ولم يمض وقت طويل ، حتى التقى شوبي ببائع متجول يكاد أن يُغمى عليه من شدة العطش . ولم يكن ثمة ماء في الجوار . أشفق شوبي على البائع وأعطاه كل البرتقالات ليتمكن من شرب عصيرها .كان البائع شديد الامتنان ، ورداً للجميل ، أعطى شوبي ثلاث قطع من القماش .مضى شوبي حاملاً القماش . والتقى بأميرة تستقل عربة جميلة يحرسها عدد كبير من الخدم والحشم .نظرت الأميرة من نافذة العربة ، إلى شوبي ، وقالت :"آه ، ياله من قماش جميل هذا الذي تحمله . أرجوك أن تعطيني هذا القماش" أعطى شوبي القماش للأميرة ، وهي بدورها أعطته مقابل ذلك مبلغاً كبيراً من المال .أخذ شوبي ماحصل عليه من مال ، واشترى به حقولاً عديدة . وزّع الحقول على سكان قريته . أصبح لدى كل واحد منهم قطعة أرض خاصة به . عمل الجميع في حقولهم بجد ونشاط . ازدهرت القرية وشُيد فيها الكثير من المخازن الجديدة كان الجميع تنتابهم الدهشة حين يتذكرون أن كل هذه الثروة جاءت من القشة الصغيرة التي كان شوبي قد التقطها .أصبح شوبي أكبر وجهاء القرية . كان يحظى باحترام كبير من جميع سكانها . وظل كل أهالي القرية ينادونه طيلة حياته "السيد قشة المحظوظ" .

Saturday 19 April 2008

جرادة وعصفور

يُحكى أنه كان هناك شيخٌ يُدعى عصفور ، وكانت له زوجة تُدعى جرادة، وكانا يعيشان حياة فقرٍ وعوز، وفي أحد الأيام أشارت عليه زوجته أن يبحث له عن عمل، ولما لم يجد ما يعمل به.أشارت عليه أن يعمل نفسه ساحراً ويجلس على الرصيف ويحكي ما شاء له من الكلام ، علّه يأتي ببعض النقود في نهاية اليوم ليشتروا بها ما يقتاتون به . وافق عصفور على رأي زوجته وذهب في اليوم التالي إلى المدينة وجلس على الرصيف وبسط أمامه منديلاً ووضع عليه الرمل وأخذ يخُطُّ عليه بأصابعه وكأنه يتقن أسرار هذه الصنعة ، فتهافت الناس عليه كلّ يسأله عن حلٍّ لمشكلته ، وهو يلقي الكلام على عواهنه بعفوية وبساطة وكيفما اتفق ، ولكنه كان كثيراً ما يصيب ، وكان يعود في نهاية اليوم وقد جمع كثيراً من النقود حتى تحسّنت حالته ، ودام على ذلك فترة من الزمن اكتسب خلالها شهرة واسعة ، واكتسب كذلك جرأة على العمل في هذا المجال ، وحدث في أحد الأيام أن سطت عصابةٌ من اللصوص على خزينة الملك وسرقوا منها صندوقين من المال ، فدعا الملك وزراءه وتشاوروا في الأمر وقرروا البحث عن ساحر يضرب الرمل ويكشف عن مكان الصناديق المسروقة ويكشف عن السارقين أيضاً، ولما كان عصفور قد اكتسب شهرة واسعة فقد وصلت شهرته إلى مسامع الملك وحاشيته ، فأمر بإحضاره وطلب منه الكشف عن مكان الصندوقين واللصوص . أُسقط في يد عصفور ولم يدر ما يعمل وطلب مهلة من الملك ليدبر أموره ويضرب الرمل ويستشير أعوانه ، فأعطاه الملك مهلة أربعين يوماً ، ولما كان عصفور لا يعرف الحساب ولا العَدّ ، فأخذ زوجته إلى السوق واشترى أربعين حبةً من الرمان ليأكل كل ليلة رمانةً منها فيعرف ما تبقّى من أيام المهلة . وسمع اللصوص الخبر وكانوا أربعين لصاً وزعيمهم ، فخشوا من افتضاح أمرهم وأيقنوا أن عصفور كاشف عنهم لا محالة . وفي الليلة الأولى طلب زعيم اللصوص أن يذهب أحدهم إلى بيت عصفور ويتجسّس الأخبار ويحاول أن يسمع ما يقوله عصفور ، وقبل أن ينام عصفور طلب من زوجته أن تحضر رمانة ليأكلوها لانقضاء أول ليلة من أيام المهلة ، وعندما أحضرتها قال عصفور هذا أول واحد من الأربعين وهو يقصد أول يوم من الأربعين يوماً ، ولما سمع اللص ذلك سقط قلبه في جوفه ، وظن أن عصفور قد شعر به وعلم بوجوده ، فهرب وعاد إلى زعيمه وأخبره بما سمع من عصفور وكيف شعر به وعلم بوجوده دون أن يراه ، وفي الليلة التالية بعثوا لصاً آخر ليتجسّس أخبار عصفور ، وعندما أحضرت زوجة عصفور الرمانة قال هذا ثاني واحد من الأربعين وحدث مع الثاني كما حدث مع الأول ، ودام الحال على ذلك عدة ليال حتى ضج اللصوص من الخوف واقشعرت أبدانهم ولما لم يرضَ أحدٌ منهم بالذهاب إلى بيت عصفور قرّر الزعيم الذهاب بنفسه وسماع ما يقوله عصفور ، وفي المساء عندما أحضرت زوجة عصفور له الرمانة أمسك بها وكانت كبيرة وأكبر واحدة في الرمانات ، فقال عصفور هذا أكبر واحد في الأربعين وهو يقصد حبّة الرمان ، أما الزعيم فظن أنه يقصده لأنه أكبر واحد في العصابة وهو زعيمهم فخاف وعاد إلى أصحابه وقرر إعادة الصندوقين وتسليم أنفسهم ، وهكذا فعلوا ، فسلمهم عصفور في اليوم التالي إلى الملك وطلب منه أن يخفّف عقوبتهم . وطار صيت عصفور بعد ذلك وانتشر خبره وعمّت شهرته كلّ أرجاء المملكة وأصبح ساحر القصر بلا منازع ، وفي يوم سألته الملكة وكانت حاملاً وعلى وشك الوضع : هل تعرف أين ألد يا عصفور فكّر عصفور مليّاً ولما لم يعرف الجواب قال : لا فوق ولا تحت ، وصعدت الملكة الدرج إلى حجرتها فسابقها الطَّلْق ووضعت قبل أن تصل إلى غرفتها ، فقالت صدق عصفور فقد تنبأ لي بذلك وكافأته وأحسنت إليه . أما الوزير فكان يشك في صدق عصفور ويقول للملك إنه كاذب ، وفي يوم سنحت له الفرصة أن يمتحن عصفور ويوقع به ، وذلك أن جرادة طارت من مكانها ومرّت أمام شرفة القصر وعلى مرأى من الملك ووزرائه فانقض عليها عصفور وابتلعها وكانت كبيرة فوقفت في حلقه ولم يستطع ابتلاعها فوقع ومات ، فكّر الوزير بمكيدة يوقع بها عصفور فقال للملك إن كان ساحرك ماهراً فدعه يخبرنا كيف مات هذا العصفور فأمر الملك بإحضاره وسأله الوزير عن سبب ميتة العصفور . عرف عصفور بالمكيدة لأنه كان يعرف كراهية الوزير له ، وجعل يندب حظّه ويلوم زوجته التي أشارت عليه وأوقعته في هذا المأزق وقال وهو يجهش بالبكاء :« لولا جرادة ما وقع عصفور » وهو يقصد لولا جرادة زوجته لما وقع هو في هذا المأزق ، وظن الملك والوزير أنه يقصد لولا الجرادة التي وقفت في حلق العصفور لما وقع ومات ، ففرح الملك لفشل مكيدة وزيره وأمر بمكافأة عصفور على ذلك ففرح عصفور بخلاصه بعد أن كان لا يصدق بالنجاة